كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<فائدة> قال الطيبي‏:‏ قال بعض أهل الحقيقة‏:‏ العمل سعي الأركان إلى الله تعالى والنية سعي القلوب إليه والقلب ملك والأركان جنوده ولا يحارب الملك إلا بالجنود ولا الجنود إلا بالملك‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ النية جمع الهمة ليتعبد العامل للمعمول له وأن لا يبيح بالسر ذكر غيره‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ نية العوام في طلب الأغراض مع نسيان الفضل ونية الجهال التحصن عن سوء القضاء ونزول البلاء ونية أهل النفاق التزين عند الله وعند الناس ونية العلماء إقامة الطاعة لحرمة ناصبها لا لحرمتها ونية أهل التصوف ترك الاعتماد على ما يظهر منهم من الطاعات

‏(‏تتمة‏)‏ قال في الإحياء‏:‏ النية إنما مبدؤها من الإيمان، فالمؤمنون يبدأ لهم من إيمانهم ذكر الطاعة فتنهض قلوبهم إلى الله من مستقر النفس فإن قلوبهم مع نفوسهم، وذلك النهوض هو النية، وأهل اليقين جاوزوا هذه المنزلة وصارت قلوبهم مع الله مزايلة لنفوسهم بالكلية ففرغوا من أمر النية، إذ هي النهوض، فنهوض القلب من معدن الشهوات والعادات إلى الله تعالى بأن بعمل طاعة وهو بنية والذي صار قلبه في الحضرة الأحدية مستغرقاً محال أن يقال نهض إلى الله في كذا وهو ناهض بجملته مستغرق في جزيل عظمته قد رفض ذلك الوطن الذي كان موطئه وارتحل إلى الله، فالمخاطبون بالنية يحتاجون أن يخلصوا إرادتهم عن أهوائهم ويميزوا عادتهم من عاداتهم

- ‏(‏ق 4‏)‏ البخاري في سبعة مواضع من صحيحه لكنه أسقط أحد وجهي التقسيم وهو قوله ‏"‏فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله‏"‏ في رواية الحميدي قال ابن العربي‏:‏ ولا عذر له في إسقاطها لكن أبدى له ابن حجر اعتذاراً، ومسلم والترمذي في الجهاد وأبو داود في الطلاق والنسائي في الأيمان وابن ماجه في الزهد‏:‏ قال ابن حجر‏:‏ لم يبق من أصول أصحاب الكتب المعتبرة من لم يخرجه إلا الموطأ كلهم ‏(‏عن‏)‏ أمير المؤمنين الحاكم العادل أبي حفص ‏(‏عمر بن الخطاب‏)‏ العدوي أحد العشرة المبشرين بالجنة، وزير المصطفى، ثاني الخلفاء أسلم بعد أربعين رجلاً، وكان عز الإسلام بدعوة المصطفى، ولي الخلافة بعد الصديق فأقام عشر سنين ونصفاً ثم قتل سنة ثلاث وعشرين عن ثلاث وستين سنة على الأصح‏.‏ ‏(‏حل قط‏)‏ وكذا ابن عساكر ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏غرائب‏)‏ الإمام المشهور صدر الصدور حجة الله على خلقه ‏(‏مالك‏)‏ بن أنس الأصبحي ولد سنة ثلاث وتسعين وحملت به أمه ثلاث سنين، ومات سنة تسع وسبعين ومئة ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري من علماء الصحابة وأصحاب الشجرة مات سنة أربع وسبعين ورواه عنه أيضاً الخطابي في المعالم ‏(‏وابن عساكر‏)‏ حافظ الشام أبو القاسم علي بن الحسن هبة الله الدمشقي الشافعي صاحب تاريخ دمشق ولد ‏[‏ص 35‏]‏ سنة تسع وتسعين وأربع مئة ورحل إلى بغداد وغيرها وسمع من نحو ألف وثلاث مئة شيخ وثمانين امرأة وروى عنه من لا يحصى وأثنى عليه الأئمة بما يطول ذكره‏.‏ مات سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ‏(‏في أماليه‏)‏ الحديثية من رواية يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم ‏(‏عن‏)‏ أبي حمزة ‏(‏أنس‏)‏ بن مالك الأنصاري خادم المصطفى عشر سنين دعا له بالبركة في المال والولد وطول العمر فدفن من صلبه نحو مئة وصارت نخله تحمل في العام مرتين وعاش حتى سئم الحياة مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وتسعين‏.‏ ثم قال ابن عساكر‏:‏ حديث غريب جداً والمحفوظ حديث عمر ‏(‏الرشيد‏)‏ ابن ‏(‏العطار‏)‏ أي الحافظ رشيد الدين أبو الحسن يحيى بن علي الأموي المصري المالكي المنعوت بالرشيد العطار، ولد بمصر سنة أربع وثمانين وخمس مئة ومات بها سنة اثنتين وستين وست مئة ودرس بالكاملية من القاهرة ‏(‏في جزء من تخريجه‏)‏ ولعله معجمه فإني لم أر في كلام من ترجمه إلا أنه خرج لنفسه معجماً ولم يذكروا غيره ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ الدوسي عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً حمل هرة في كمه فسمي به فلزمه‏.‏ قال الشافعي رضي الله تعالى عنه هو أحفظ من روى الحديث في الدنيا، مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين بالمدينة أو بالعقيق قال الزين العراقي‏:‏ وهذه الرواية وهم انتهى‏.‏ لا يقال سياق المؤلف لحديث عمر والثلاثة بعده أنه أراد به أن الكل في مرتبة واحدة فممنوع لقول الزين العراقي لم يصح إلا من حديث عمر وقول ولده الولي هو منحصر في رواية عمر وما عداه ضعيف أو في مطلق النية وإن أراد استيعاب الطرق فلم يستوعب فقد رواه ثلاث وثلاثون صحابياً كما بينه العراقي لأنا نقول‏:‏ الحديث بهذا اللفظ لم يرد إلا من حديث هؤلاء الأربعة فقط وما عداهم فأخبارهم في مطلق النية‏.‏ قال ابن حجر والنووي والعراقي‏:‏ حديث فرد غريب باعتبار مشهور باعتبار‏.‏ قال الثلاثة‏:‏ وهو من أفراد الصحيح لم يصح عن النبي إلا من حديث عمر ولا عن عمر إلا من رواية علقمة ولا عن علقمة إلا من رواية التيمي ولا عن التيمي إلا من رواية يحيى بن سعيد ومداره عليه‏.‏ وأما من بعد يحيى فقد رواه عنه أكثر من مائتي إنسان أكثرهم أئمة‏.‏ بل ذكر ابن المديني وعبد الغني المقدسي أنه رواه عن يحيى سبع مئة رجل فمن أطلق عليه التواتر أو الشهرة فمراده في آخر السند من عند يحيى‏.‏ قال النووي‏:‏ وفي إسناده شيء يستحسن ويستغرب وهو أنه اجتمع فيه ثلاثة تابعيون يروي بعضهم عن بعض‏:‏ يحيى بن سعيد والتيمي وعلقمة وهذا وإن كان مستظرفاً لكنه وقع في نيف وثلاثين حديثاً‏.‏ قال‏:‏ وهو حديث مجمع على عظمته وجلالته وهو أحد قواعد الدين وأول دعائمه وأشد أركانه وهو أعظم الأحاديث التي عليها مدار الإسلام انتهى‏.‏